ما هو الفرق بين التعليم المدمج والتعليم الهجين؟
د. أحمد نسيم تاريخ : ٢٦ أبريل ٢٠٢٣

مقدمة

هذا المقال بقلم: د. أحمد نسيم

 

ما من شك في أننا نشهد الآن تطور تكنولوجيَا هائلًا على جميع الأصعدة، وفي كافة المجالات، وعلى رأس هذه المجالات يأتي مجال التعليم، والتي تتعدد صوره، وطرقه حاليًّا، ويُعد التعليم المدمج والتعليم الهجين إحدى أبرز صور التعليم عن بُعد في الوقت الراهن، فكلاهما نتاج التقدم العلمي، والتكنولوجي، وتقدم وسائل التواصل، وفي هذا المقال سنحاول تبيان التعريف بكل نوع منهما، وكذلك أوجه التشابه، والاختلاف بينهما.

ما هو التعليم المدمج؟

  • هو إحدى صور التعليم الحديث، والتي تجمع بين التعليم التقليدي (وهو التواصل المباشر بين المعلم، والطالب من خلال القاعات التعليمية)، والتعليم الإلكتروني من خلال التواصل عبر شبكة الإنترنت.
  • لذا فيُمكن القول بأن التعليم المدمج يمثل النمط، أو الشكل الجديد لبرامج التدريب والتعلم، إذ يقوم بتوظيف الأدوات التكنولوجية الحديثة للمزج بين التعلم الصفي التقليدي، ونظيره الإلكتروني من أجل زيادة كفاءة العملية التعليمية بأقل التكاليف الممكنة.

مميزات التعليم المدمج

ما من شك في أن التعليم المدمج يتمتع بالعديد من المزايا، والفوائد، ومنها على سبيل المثال:

  • الراحة والمرونة لدى الطلاب، والمعلمين.
  • انخفاض التكلفة، والنفقات.
  • الاستفادة من التقدم التكنولوجي، والكفاءة الإلكترونية في التصميم والتنفيذ، ممّا يعزز قدرة الطلاب على الفهم بشكل أفضل، وأكثر شمولًا من التعليم العادي.
  • زيادة التفاعل بين المعلم، والطالب من خلال التواصل وجهًا لوجه.
  • تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الطلاب، والمعلمين.
  • زيادة خبرة المعلم، والطالب، وزيادة، وتحسين جودة المنتج التعليمي.
  • زيادة التواصل الحضاري مع الثقافات، والأعراق المختلفة، ممّا يؤدي إلى الاستفادة من كل ما هو جديد في مختلف مجالات العلوم.

ما هو التعليم المدمج؟

 

ما هو التعليم الهجين؟

  • هو أحد الطرق التعليمية التي تجمع بين الأساليب التقليدية، وغير التقليدية لإنشاء بيئة تعليمية مرنة؛ إذ يتم فيه المزج بين أساليب التعليم التقليدية القديمة، وبين التعليم عبر الإنترنت.
  • يعتمد هذا النوع من التعليم على نظام الفصل الهجين، وذلك عبر منصة تعليمية افتراضية للطلاب تسمح لهم بإكمال واجباتهم، ودراستهم. 
  • تختلف طريقة تنظيم الفصول الهجينة من مدرسة أو برنامج إلى آخر، إذ تقدم بعض المدارس ما يقارب 25-50٪ من التدريب في حرم المدرسة أو المؤسسة، بينما يتم التدريب المتبقي عن بُعد. 
  • وتُعد هذه الطريقة ملائمة بشدة في بعض الظروف مثل الجائحات العالمية، أو لغير المتفرغين للدراسة مثل الموظفين الذين يكملون تعليمهم.

مميزات التعليم الهجين

يتميز التعليم الهجين بالعديد من المميزات، والفوائد، ومنها:

  • المرونة التعليمية الزائدة.
  • إمكانية تسجيل المحاضرات، والوصول إليها، ومشاهدتها في أي وقت لاحق.
  • حرية الاستكشاف الأكاديمي المستقل.
  • التواصل بشكل أفضل بين الطالب، والمعلم.
  • خفض الوقت، والتكاليف.

اقرأ أيضًا: أهمية تعلم مهارة إدارة الوقت للطالب الجامعي

عيوب التعليم الهجين

كما أن للتعليم الهجين العديد من المميزات، فإن له أيضًا بعض العيوب، والسلبيات، ومنها:

  • التسويف؛ وذلك لأن المواد، والدروس تكون متاحة باستمرار، وفي كل الأوقات ممّا يؤدي إلى قيام بعض الطلاب بتأجيل المذاكرة، ومن ثم تراكم الدروس، والمواد.
  • الإغراءات عبر الإنترنت؛ وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والألعاب الإلكترونية، ممّا يضيع الكثير من الوقت للطلاب.
  • التعلم السلبي؛ وذلك من خلال حصول بعض الطلاب على الدورات بالحد الأدنى من النجاح في نظام التعليم التقليدي، وهو ما لا يناسب نظام التعليم الهجين، والذي يحتاج إلى طلاب متعلمين نشطين.
  • سوء الفهم؛ والذي يُمكن أن يحدث بين الطلاب لعدم توفر لغة الاتصال بالعين، ولغة الجسد بينهم.
  • النسيان؛ وذلك لبعض الطلاب الذين ينسون مواعيد المحاضرات عبر الإنترنت.
  • جدول العمل غير المنتظم؛ إذ إن هذا النوع من التعليم غير ملائم تمامًا للطلاب المشغولين بجداول زمنية مزدحمة، وساعات عمل طويلة، ورعاية أطفال، وما إلى ذلك.

اقرأ أيضًا: ما الفرق بين التعليم الصباحي والمسائي في تركيا؟

التداخل بين التعليم المدمج والتعليم الهجين

  • غالبًا ما يتم استخدام التعلم الهجين والتعلم المدمج بالتبادل، ولكن هناك خطًا فاصلًا بين المصطلحين.
  • يركز التعلم المدمج فقط على دمج التعليم عن بُعد مع العملية التعليمية التقليدية، بينما يركز التعليم الهجين على مزج أي تقنية تعليمية ممكنة لتعليم المحتوى بشكل أفضل، بغض النظر عمّا إذا كان متصلاً بالإنترنت، أو غير متصل بالإنترنت. 
  • إضافة إلى ذلك؛ فإن التعليم المدمج يركز على توازن متساوٍ بين التعلم عن بُعد والتعليم التقليدي، بينما يعتمد التعليم الهجين عادةً بشكل أكبر على التعليم غير التقليدي عبر الإنترنت.

ما هو التعليم الهجين؟

 

الفرق بين التعليم المدمج والتعليم الهجين

على الرغم من التشابه الواضح بين التعليم المدمج ونظيره الهجين، إلا أنه توجد العديد من الاختلافات فيما بينهم، وتشمل الآتي:

  • يكمن الفرق الرئيسي بين التعلم المدمج والتعلم الهجين في العلاقة بين التعلم الشخصي التقليدي، والتعلم عبر الإنترنت. 
  • فالتعليم المدمج يهدف بالأساس إلى استكمال الدراسة الأساسية في الفصل الشخصي، ولكنه لا يحل محلها.
  • كما تهدف المصادر الإضافية مثل مقاطع الفيديو، والبودكاست، والمقالات، وغيرها إلى تحسين الفصول الدراسية الشخصية، وتحسين البيئة التعليمية. 
  • لذا فإن الطلاب الذين يحضرون في الفصول الافتراضية عبر الإنترنت هم أنفسهم من يحضرون الفصول الشخصية في التعليم المدمج.
  • على الجانب الآخر؛ فإن التعليم الهجين يهدف إلى استبدال عنصر الفصل الشخصي، ويحل محله تمامًا؛ إذ تُعد المواد الدراسية بشكل غير متزامن جزءا من خطة الدرس الرئيسية، كما أن المصادر عبر الإنترنت تُعد بديلًا للمصادر الشخصية، وتهدف إلى خلق تجربة تعليمية مرنة.
  • علاوة على ذلك؛ فإن طلاب الفصول التقليدية يختلفون عن الطلاب الذين يحضرون الفصول الافتراضية عن بُعد.

اقرأ أيضًا: التعليم عن بعد في تركيا وأفضل تقنيات التدريس العصرية

أوجه التشابه بين التعليم المدمج والتعليم الهجين

  • يتشابه كلا النظامان في أن كلًّا منهما يستخدم الأساليب الحديثة في التعليم عن بُعد.
  • لذا فإن المرونة تمثل أكثر أوجه التشابه بين الأسلوبين، وذلك للطلاب، والمعلمين على حد سواء.
  • وأخيرًا؛ فإن كلا النظامين قد تسارعت شعبيتهما في السنوات الأخيرة، وتحديدًا بعد جائحة كورونا في أواخر عام 2019.

كيفية الجمع بين التعليم المدمج والتعليم الهجين

 

 

نظرًا لانتقال معظم أساليب التعليم الحديثة إلى التعلم عن بُعد في الآونة الأخيرة، فمن المتوقع أن يضع المعلمون خطط دروسهم حسب التعليم المدمج، أو التعليم الهجين، أو كلاهما، وبغض النظر عن الأسلوب المتبع ففيما يلي بعض النصائح حول كيفية التنفيذ الناجح، والفعّال لكليهما:

  • توفير الوقت المناسب للفصل الافتراضي، أو المتزامن لأنشطة المجموعة.
  • تعزيز التعاون بين الطلاب، وترابطهم من خلال المحاضرات المسجلة مسبقًا، ومواد القراءة، والمهام الفردية، وغيرها.
  • زيادة التواصل بين الطلاب والمعلمين من خلال البريد الإلكتروني، وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي.
  • استخدم أدوات مشاركة الطلاب من خلال المحادثات ثنائية الاتجاه، وذلك بإشراك الطلاب باستخدام أدوات مثل Poll Everywhere، وإجراء فحوصات الفهم، واستضافة الأسئلة والأجوبة.

وفي الختام؛ يُمكن القول بأن كلًّا من التعليم المدمج والتعليم الهجين يمثلان أنظمة التعليم الحديث عن بُعد، والذي ازدادت الحاجة إليه في السنوات الأخيرة، نظرًا للتطور التكنولوجي الهائل الذي نشهده، والذي أزال العديد من حواجز الزمان، والمكان، وعلى الرغم من ذلك؛ فإنه توجد بعض العيوب المرتبطة بهذا النوع من التعليم، لذا فإن كل طالب يُمكن له ان يحدد الأفضل بالنسبة له حسب الامتيازات، والعيوب الموجودة.

 

المصادر

blog.polleverywhere.comwwt.comnvcc.edu

إذا ما زلت بحاجة إلى معرفة أي استفسار آخر فنحن هنا لمساعدتك، لذلك بإمكانك دائمًا التواصل:

عبر الاتصال:
0095437394024

أو الواتساب من خلال هذا الرابط.

حقق حلمك الان

وسجل في أفضل الجامعات التركية
سجل الآن
تواصل معنا لنجيب على جميع استفساراتك